مقال

الصومال: تدفق المياه يجذب رعاة الماشية

أصوات ثغاء الأغنام والخراف وأصوات أجراس الإبل وخرير الماء كلها تشير إلى صباح جديد مفعم بالنشاط في قرية قدقد الواقعة في محافظة جلجدود. يملأ الرعاة صفائح المياه بينما تتدافع الأغنام والخراف والإبل بحثًا عن موضع قدم أمام أحواض المياه. في قلب هذا النشاط كله ومحركه بئرُ مياه.

حفرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذه البئر في قلب هذه القرية في أيلول/سبتمبر 2017 لتزويد المجتمعات المحلية المتضررة من جرّاء الجفاف باحتياجاتها من المياه. وهذه البئر لا تخدم الآن قاطني قرية قدقد فحسب بل رعاة الماشية في المنطقة المحيطة أيضًا.

المياه في الصومال

أكثر من 500 رأس من الإبل والأغنام والخراف تَرِد ماء هذه البئر، بحسب ما قال عبد الرشيد عابدي، وهو راع ماشية في قرية قدقد. تم توصيل البئر بأحواض المياه لتزويد الماشية بالمياه في القرية. CC BY-NC-ND/ICRC/Anisa Hussein

يقول عبد الله عابدي، وهو راع ماشية يعيش في قدقد: "نستقبل ما لا يقل عن 500 رأس من الأغنام والخراف والإبل المملوكة لرعاة يعيشون في مناطق مجاورة تَرِد ماء البئر يوميًا على نحو التقريب."
ويقول محمد بول، وهو راع ماشية من قرية ماتابان المجاورة ويقطع هذه المسافة بانتظام، "أمشي مسافة 25 كيلو مترًا لأصل إلى هذه البئر." ويوضح: "أسير إلى البئر بالإبل مرة كل أسبوع وبالأغنام والخراف مرة كل يومين."
شبكة البئر تعمل في الليل، وفي أثناء النهار يستخدم الجميع المياه المتدفقة في القرية بما في ذلك الماشية.

المياه في الصومال

رعاة الماشية الذين يعيشون في محافظة جلجدود يمشون مسافات طويلة لأكثر من 30 كيلو مترًا ليورِدوا إبلهم ماء بئر حفرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر ويعيدون ملء صفائح بالماء النظيف ليحملوه إلى عائلاتهم. CC BY-NC-ND/ICRC/Anisa Hussein

المياه مورد نادر في الصومال، وندرته تتفاقم من جرّاء سنوات النزاع وإهمال البنية التحتية والصدمات المناخية. انتفع أكثر من 700 ألف شخص يعيشون في الصومال من المياه النظيفة في عام 2017 عن طريق حفر وإعادة تأهيل الآبار وصهاريج المياه العالية المستخدمة في الحالات الطارئة.