مقال

سجلات الصور: صور تؤثر في حياة الأشخاص

"سجلات الصور" تساعد الأشخاص في جنوب السودان على العثور على أحبائهم

جميعنا نحب الصور: فحساباتنا على فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، وسناب شات مليئة بها. إذ نلتقط الصور لنضحك ونتذكر الأحداث ونبدع ونشكو ونمازح بعضنا البعض ونعزز من علاقاتنا. يشارك الأشخاص ملايين الصور يوميًا، لكن كم من هذه الصور يُحدِث تأثيرًا؟

في جنوب السودان، ظهر تأثير الصور واضحًا: فباستخدام 2000 صورة، وجد ما يربو على 600 شخص أفراد عائلاتهم بعد أن شتتت الحرب شملهم.

وطريقة استخدام هذه الصور سهلة، فلا يلزمنا سوى كاميرا بسيطة لالتقاط صورة واحدة توضع في سجل يطوف جميع الأنحاء. وتسمى هذه الصور المُجمّعة "سجلات الصور".

في عالم التكنولوجيا الرقمية، يطوي النسيان هؤلاء الذين لا تتوفر لديهم وسائل التكنولوجيا، ولا حتى شبكة اتصال هاتفي.

يقول السيد "سيلو مامادو باه"، الذي يدير برنامج إعادة الروابط العائلية التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) في جنوب السودان: "تستطيع الحلول البسيطة منح الأمل للكثيرين ممن يواجهون صعوبات جمة؛ فعقب حدوث كارثة طبيعية، أو اندلاع حرب أو عنف، قد يفقد الأشخاص اتصالهم بأفراد عائلاتهم وربما يتفرق شملهم إلى الأبد. وفي أماكن كثيرة مثل أوروبا، بوسع المرء أن يبحث بسهولة عن المفقودين عبر الإنترنت، لكن في البلدان التي دمرها النزاع، يكون العثور على أفراد العائلة صعبًا للغاية وربما يعيش أشخاص لسنوات دون أن يعلموا شيئًا عن مصير أحبائهم".

أُنتجت، بالتعاون مع جمعيات الصليب الأحمر الوطنية، عشرة سجلات صور منذ عام 2005 حيث تُلتقط صور في أماكن متفرقة في جنوب السودان وإثيوبيا. وتنتقل هذه السجلات عبر مخيمات اللاجئين في خمسة بلدان هي: السودان وإثيوبيا وأوغندا وكينيا والكونغو، كما نُشرت على الموقع الإلكتروني للبرنامج.

وطريقة استخدام السجل بسيطة للغاية؛ إذ يتصفَّح الأشخاص الذين فقدوا الاتصال بأحبائهم سجل الصور برمته بحثًا عن أفراد عائلاتهم. وإذا ما شاهدوا صورة لأحد أقاربهم، يجري التحقق من العلاقة العائلية عبر توجيه عدة أسئلة، ثم يتم التواصل بين الطرفين عبر مكالمة هاتفية أو رسالة مكتوبة. أما إذا كان الشخص الذي انفصل عن عائلته قاصرًا أو من البالغين المستضعفين، فإنه يتم جمعه بعائلته في جنوب السودان بموافقة جميع الأطراف.

في حالة الرغبة في الإطلاع على مزيد من المعلومات حول برنامج إعادة الروابط العائلية والأدوات المختلفة التي نستعين بها للمّ شمل العائلات، يُرجى زيارة موقعنا الإلكتروني.