مقال

كلمة رئيس اللجنة الدولية أمام مجلس حقوق الإنسان

كلمة السيد بيتر ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، سويسرا.

السيد الرئيس،

أصحاب المعالي،

السيدات والسادة،

تمثل ذكرى مرور 10 أعوام على تأسيس هذا المجلس مناسبة مواتية لتقييم الوضع الحالي، والنظر إلى ما أُنجز، والتطلع إلى المستقبل.

إنه ليسرّني أن أرى أن الفرضية السياسية الرئيسية التي قام عليها تأسيس هذا المجلس منذ 10 أعوام مضت قد أثبتت صحتها؛ إذ تبلورت في صورة سلسة من التحسينات المعتدلة طالت تشكيل المجلس، وشروط التصويت، والأداء الوظيفي وطرائق العمل، تلقاها المجتمع الدولي بتوافق آراء واسع النطاق، وحوّلت مجلس حقوق الإنسان إلى هيئة ذات شرعية وفاعلية أقوى.

أود أن أهنئ السادة رؤساء المجلس على ما أبدوه من براعة في قيادة هذا الكيان الحيوي، وعلى الإنجازات المهمة التي تحققت. إن فترة عقد من الزمان لا تعد طويلة بمقاييس العلاقات الدولية. ومع ذلك، نجح المجلس في هذه المدة الوجيزة في إجراء إصلاحات وتحوّلات متعددة الجوانب، لعل أبرزها أن جعل عملية المراجعة الدورية الشاملة إجراءً ثابتًا بمشاركة جميع الأعضاء، وتزايد عدد الدول التي تقبل التوصيات.

لقد أصبحت أهمية هذا المجلس حقيقة لا تقبل الجدل، وهذا يُعد نجاحًا مهمًّا في حد ذاته. لكن عندما نتطلع إلى الأمام، نجد أن هناك حاجة لبذل المزيد؛ فلا تزال الحقوق الأساسية مُنتهكة، ولا يزال الناس في جميع أنحاء العالم يعانون من ويلات الحروب والعنف، والتمييز، والإقصاء.

ستواصل اللجنة الدولية بذل قصارى جهدها لمساعدة الناس، من خلال القانون، والسياسات، والعمليات، كما يملي علينا دورنا بموجب القانون الدولي الإنساني. يعمل مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية وفق أطر معيارية، وإجراءات، ومبادئ مختلفة. لكن لدي قناعة راسخة أن تحقيق التوازن السليم بين التكامل والتعاون بين هذين الكيانين سيعود بالنفع على النظام العالمي بأسره.

وفي ظل تزايد طول أمد النزاعات، وتفاقم الأثر الذي تخلّفه على الناس، والخدمات العامة، والبنية التحتية، فلا بد من التوسع في أنظمة الحماية على كافة الأصعدة. وسيظل توفر الخدمات الضرورية كالرعاية الصحية، والتعليم، وإقامة العدل هو ما يصنع الفرق بين أوضاع معيشية كريمة وأوضاع معيشية غير مقبولة.

وإني لأتطلع إلى مواصلة العمل مع المجلس، ومع سعادة المفوض السامي، ومعكم جميعًا من أجل الناس الأكثر استضعافًا.

شكرًا.