مقال

اللجنة الدولية تُجدد آمال مُربي المواشي في السودان

كان موسى واحدًا من العشرات من مُربي الماشية الذين أتوا بماشيتهم لمركز التحصين في شمال دارفور لتحصينها ضد الأمراض خلال برنامج التحصين الذي نظمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقد كان من غير المعتاد أن يصطحب ماشيته إلى مركز التحصين وأن يرسل أحد رعاته لتحصينها.

وصل موسى ومعه العصا التي كان يسيطر بها على ماشيته، وغطاء رأس لحمايته من الحرارة الشديدة، إلى الموقع ويبدو متحمسًا على أمل تحصين جميع ماشيته في النهاية.

لقد فقدت 82 بقرة قبل أن تقدم لنا اللجنة الدولية عملية تحصين الحيوانات لنجدتنا...

استفاد موسى من برنامج التحصين الذي اشتركت في تنفيذه اللجنة الدولية مع وزارة الثروة الحيوانية السودانية بهدف تحصين الماشية ضد الأمراض الشائعة.

وسيتواصل تنفيذ البرنامج الذي انطلق مجددًا بعد المرة الأخيرة التي انعقد فيها في عام 2013 حتى عام 2021، ويهدف إلى تحصين 300000 ألف حيوان في شمال دارفور و200000 في وسط دارفور و100000 في جنوب دارفور و100000 في غرب كردفان. وبالإضافة إلى عمليات تحصين الحيوانات ضد الأمراض، تقدم اللجنة الدولية والوزارة تدريباً على الإرشاد الزراعي لـ 100 من الفنيين البيطريين من ولايات شمال دارفور ووسط دارفور وجنوب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

وأثناء حديثه عن تجربته خلال فترة عدم وجود نشاط تحصين للحيوانات، عبر موسى عن أسفه عما حدث إذ اضطرته الظروف وأصحاب الماشية الآخرين لمواجهة ارتفاع معدل الوفيات بين ماشيتهم، على الرغم من التقارب بينهم في كثير من الأحيان من خلال ترتيبات التعاون لشراء اللقاحات في الفاشر. حتى في ظل هذا التعاون بينهم، كانوا يفتقرون إلى الخبرة الفنية لإعطاء اللقاح لحيواناتهم.

وقال وعلامات الحزن تعلو وجهه: "في عام واحد فقط، أودى المرض بـ 82 من ماشيتي".

أعاد استئناف اللجنة الدولية برنامج تحصين الماشية رسم الابتسامة إلى وجوه العديد من مُربي الحيوانات مثل موسى، الذين تمكنوا من مواجهة كل الصعاب لإبقاء ماشيتهم على قيد الحياة والاعتناء بصحتها في السنوات الثلاث التي لم تكن اللجنة الدولية تعمل فيها في المنطقة. وأكد موسى لفريقنا أنه سيواصل إحضار حيواناته لتحصينها في السنوات الثلاث المقبلة التي سيستمر البرنامج خلالها ويعتقد أن التحصين سيقيهم من الإصابة بأي مرض من الآن فصاعدًا.