مقال

سورية: السكان المنكوبون بأمسِّ الحاجة لدخول المساعدات بانتظام ودون عوائق بصرف النظر عمّا تسفر عنه المفاوضات

جنيف/ دمشق (اللجنة الدولية للصليب الأحمر) – أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه لا بد أن يسمح أطراف النزاع الذي تدور رحاه منذ قرابة خمس سنوات في سورية باستمرار تدفق المساعدات لتصل إلى جميع المدنيين الذين يعانون من جراء القتال، وذلك بصرف النظر عما تؤول إليه محادثات السلام التي تُعقد حاليًا في جنيف.

ومن جهتها أفادت السيدة "ماريان غاسر" رئيسة بعثة اللجنة الدولية في دمشق قائلة: " رأيت أطفالًا يعانون من سوء التغذية، ومسنّين يعانون من هزال وفي حالة يرثى لها وذلك عندما تمكنّا من دخول مضايا في وقت سابق من الشهر الجاري. وما أوصلناه من مساعدات لم يتجاوز حمولة بضع شاحنات، ولم تدخل إلا بعد مفاوضات دامت عدة أشهر، وهذا ليس كافيًا بالمرة، وجاء متأخرًا بالنسبة للبعض".

وأضافت السيدة "ماريان غاسر" بقولها إنه لا تزال هناك عشرات البلدات والمدن الأخرى التي لا تستطيع الجهات الإنسانية الدخول إليها؛ تشمل دوما، والمعضمية، والفوعة، وكفريا، ودير الزور.

وأشارت إلى أنه لا شك أن بدء دورة جديدة من محادثات السلام السورية في جنيف بين الأطراف المتناحرة "لهو مؤشر إيجابي، لكن نواصل مساعينا للضغط من أجل السماح لنا بدخول هذه البلدات والمدن وغيرها بشكل منتظم، للتخفيف من وطأة المعاناة الهائلة، والتمسنا ذلك مرارًا لكن دون جدوى حتى الآن".

وذكرت السيدة "ماريان غاسر" أنه من الضروري أن توقف الأطراف المتحاربة كذلك جميع الهجمات على البنية التحتية المتهالكة للبلاد، لا سيما مرافق الرعاية الصحية ومرافق المياه، التي كثيرًا ما تستهدفها الهجمات المتكررة بعد فترة وجيزة من إصلاحها من قبل اللجنة الدولية أو المنظمات الإنسانية الأخرى.

وذكرت أن ما يربو على 4,5 مليون شخص لهم احتياجات إنسانية هائلة يعيشون في مناطق يكاد يكون الوصول إليها مستحيلًا بسبب القتال الدائر. في حين يعيش أكثر من نصف مليون شخص في مناطق يحاصرها أحد أطراف النزاع، في ظل غياب أي أفق لحل سياسي لرفع الحصار. وأردفت قائلة: "وفي هذه المناطق جميعها، لا سبيل إلى إدخال أي مساعدات، ما يعرّض حياة الملايين للخطر".

واختتمت السيدة "ماريان غاسر" بقولها: "يجب على أولئك الذين تُعلّق عليهم الآمال في تقرير حاضر سورية ومستقبلها أن يتوقفوا للحظة ويتأملوا حجم المعاناة الرهيبة التي تخيّم على جميع أرجاء البلاد، وأن يفكروا في طريقة لمساعدتنا في استعادة ولو القليل من الأمل، وأن يدركوا أن أرواح الناس يجب أن تحلّ فوق أي اعتبار سياسي".

لمزيد من المعلومات يُرجى الاتصال:
 بالسيدة/ ديبة فخر، مقر اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: 26 37 447 79 41 +؛ تويتر: @DFakhrICRC