مقال

العاملات في المجال الإنساني: الصلابة والقوة والمثابرة

نحتفل في اليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام بالنساء اللاتي يقدمن المساعدات اللازمة لإنقاذ حياة الأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة. إذ تؤدي النساء دورًا مهمًا في الاستجابة الإنسانية، بدءًا من أنشطة إعادة التأهيل البدني وحتى تقديم إمدادات الطوارئ. وفي ما يلي نتعرَّف على ست نساء يقدمن المساعدة للأشخاص بشجاعة في أوقات الأزمات.

شيريل أريلانو، مديرة مؤسسة "دافاو جوبيلي"، مركز إعادة تأهيل بدني

"بصفتي امرأة عاملة في المجال الإنساني، أصادف العديد من التحديات والفرص التي بوسعها تغيير حياة الأشخاص. وأشعر من خلال عملي بالحاجة الماسة للتصدي لقضايا المساوة بين الجنسين، واضطلاع النساء بأدوار قيادية، ومشاركتهن في أوقات الأزمات. فعلينا أن نضفي طابعًا أنثويًا على العمل الإنساني. إذ تغلب مشاعر التعاطف على أداء النساء أثناء ممارستهن أنشطة العمل الإنساني. لذا، يجدر الاستعانة بهن ضمن المستجيبين على خطوط المواجهة في حالات النزاعات والكوارث، فغالبًا ما يفتقر العمل الإنساني إلى إدماج التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز الصحة الجنسية، والحقوق الإنجابية. إن وجود النساء يولد القدرة على الصمود وذلك لأننا مربيات بالفطرة.
فلنمضِ إلى الأمام، ليس نحو تطبيق مبدأ المُساءلة فحسب، بل نحو ضمان إجراء تحسينات فعلية على كيفية توفير المساعدة والحماية للناس. ففي كثير من الأحيان، يحدد النوع الاجتماعي احتياجات الأشخاص المتضررين من الأزمات.
لقد حان الوقت للإقرار بإسهامات النساء عند اضطلاعهن بأدوار قيادية في مجال العمل الإنساني، فتطبيق مبدأ الإنسانية في العمل الإنساني يستلزم تضافر الجهود والتنسيق بينها".

 

ناهاني كامينسا، موظفة شؤون لوجستية، مكتب اللجنة الدولية في كوتاباتو

 "غالبًا ما يُعتقد أن النساء يواجهن في عملهن العديد من التحديات في ما يتعلق بقبول إسهاماتهن وآرائهن المهنية. لكن بصفتي زوجة وأم، أشعر بالفخر والامتنان لأن أفكاري تحظى بالدعم والاحترام الكاملين من جانب مرؤوسيني الذين تصادف أنهم جميعًا رجال.

أعمل أخصائية شؤون لوجستية في اللجنة الدولية منذ أكثر من خمسة أعوام. وعملنا ليس على خط المواجهة بل يتم دائمًا وراء الكواليس، إذ ننفذ المهام الجسيمة المتمثلة في توفير الموارد اللازمة لاستجابتنا الإنسانية بأكبر قدر ممكن من السرعة والمرونة.

أنا من شعب البانغسامورو من داتو بيانغ حيث النزاع قائم منذ أمد طويل. وقد منحتني فرصة تقديم المساعدة لهذه المجتمعات ومشاهدة الابتسامة على وجوه المستفيدين رغم أوضاعهم الصعبة الشعور بتحقيق الذات والسلام الداخلي".

 

إيناس بلخوجة، مندوبة برنامج دعم الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، مكتب اللجنة الدولية في كوتاباتو

"أنا امرأة مغتربة أتنقل في عملي بين أماكن شتى كوني موظفة متنقلة. وينطوي دوري هنا في الفلبين على دعم النظام المحلي في مينداناو عبر تقديم الدعم في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، واستخدام النهج التشاركي، وبناء القدرات المحلية، وتعزيز الموارد المتاحة في البلد لضمان تحقيق الاستدامة.

وأنا المرأة الوحيدة بين ثلاثة مندوبين يعملون هنا في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي. في هذا المجال، من المهم للغاية مراعاة التوازن بين الجنسين إذ نتعامل غالبًا مع حالات بالغة الحساسية. وأرى مدى الراحة التي تشعر بها النساء حين يتحدثن عن معاناتهن مع نساء مثلهن إما بسبب تفضيلاتهن الشخصية أو ثقافتهن.

لقد عملت في بلدان مختلفة دمرتها النزاعات المسلحة، وشهدتُ مدى الدعم الذي تقدمه النساء للنهوض بحياة الأشخاص المتضررين. وبصفتي امرأة، أشعر بالامتنان لأني أسهم - بطريقتي الخاصة - في تحسين حياة هؤلاء الذين يعانون من الصدمات النفسية من جرّاء النزاع".

 

جينا زورايدا تيموات، مساعدة ببرنامج الزيارات العائلية، مكتب اللجنة الدولية في زامبوانغا

 "من خلال برنامج الزيارات العائلية، ساعدتُ الكثير من العائلات على التواصل مجددًا مع أحبائها المحتجزين. ويمنحني عملي في تيسير الزيارات وتشجيع العائلات على لمّ شملها مع أحبائها الموجودين خلف القضبان الشعور بتحقيق الذات، كما ساعدني هذا العمل على الارتقاء مهنيًا ؛ فتمكنتُ من الموازنة بين بناء علاقة قوامها الثقة والاحترام مع المحتجزين وأسرهم، مع الالتزام في الوقت ذاته بالحدود المهنية.

كل فرد منا عليه مسؤولية تجاه أمتنا وينبغي ألا ندع أي شيء يثبط من عزيمتنا ورغبتنا في المساعدة، لا لسبب سوى أننا نساء.

وكوني امرأة من التاوسوغ، فقد زادتني تجاربي صلابة لكني لم أفقد أبدًا شغفي بمساعدة الآخرين وحثهم على رؤية النور المنبعث من وسط الظلام. وهذا ما أتاحه لي العمل لدى اللجنة الدولية، فدائمًا أشجع المحتجزين وأسرهم على الاحتفاظ بإيجابيتهم وعدم الاستسلام لليأس. فرغم المسافات، ثمة سبيل دائمًا للمّ الشمل".

 

راجما غريس فيليغاس، موظفة ميدانية بدائرة الحماية، مكتب اللجنة الدولية في زامبوانغا

"نزور الأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة والمحرومين حاليًا من احتياجاتهم الضرورية، ونرى رجالًا ونساءً يكافحون لتأمين الغذاء لأطفالهم ولحماية أسرهم.

بفضل عملي في المجال الإنساني، أشعر دائمًا أنه لشرف وامتياز لي أن أتواصل مع هؤلاء الأشخاص وأستمع إلى قصصهم. فمن المهم للغاية أن أعرف كيف يرون أنفسهم حتى يتسنى لي فهم الكيفية التي يريدون من خلالها تحسين أوضاعهم واستراتيجيتهم للتكيُّف. تستطيع النساء، بصفة خاصة، التعبير بصراحة عن مشاعرهن، كما بوسعهن الاضطلاع بالأدوار القيادية وصنع السلام في آنٍ واحد.

في إحدى المناسبات، أثناء زيارتنا لمجتمع محلي يعاني بصورة متكررة من النزاع، تساءلت مجموعة من النساء صراحةً أين وكيف بوسعهنّ التعرُّف على "حقوق المرأة". فرغم أنهن ضحايا وناجيات، سألن صراحةً عن الأمور التي عليهن معرفتها لتعينهن على تحمُّل ظروفهن الصعبة. ولن أنسى ما حييت ذلك الأمل الذي كان ينبعث من نظراتهن.

وإذ نوجه جهودنا نحو تخفيف محنة المدنيين المتضررين، نرى كيف تقف النساء متحدية الصعاب لحماية أسرهن. فبصفتي أمًا، أعلم مدى حرص النساء على حماية أحبائهن وتمكنهن من الاضطلاع بمختلف الأدوار من أجل تأمينهم وإعالتهم".

جيني آن آبياس، موظفة ميدانية بوحدة الأمن الاقتصادي، مكتب اللجنة الدولية في كوتاباتو

"ينطوي تقديم المساعدات الاقتصادية للمجتمعات المتضررة من النزاعات على تحديات بقدر ما يمنح الشعور بالرضا وتحقيق الذات للنساء العاملات في المجال الإنساني. يتضمن عملي الذهاب إلى الميدان والتحدث إلى النازحين حول فرارهم من منازلهم وحرمانهم من مصادر كسب عيشهم من جرَّاء النزاع المسلح.

كما يركز عملي على تحديد ما بوسعنا فعله لتقديم المساعدة للعائلات المتضررة من النزاع من أجل تلبية احتياجاتها الأساسية، إلى جانب دعم سُبل معيشتها. ومن بين هؤلاء الذين يحصلون على مساعدات عينية ودعم سبل عيش من اللجنة الدولية النساء والأطفال وكبار السن، فهم مصنفون ضمن الفئات الأكثر ضعفًا في أوقات النزاعات.

يُكسبني العمل في الميدان خبرة عملية في التعامل مع النساء اللاتي يعانين من جرَّاء النزاع الممتد. وكوني امرأة، أستطيع أن أقدم وجهة النظر النسائية في الفريق عبر التأكيد على الاحتياجات الخاصة للنساء في سياق المساعدات الاقتصادية للأسر".