اعتمد مجلس جمعية اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذه المجموعة من المبادئ التوجيهية في 9 حزيران/يونيو 2011. وهي تعكس بقوة إيمان اللجنة الدولية الراسخ أن التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة ينبغي حظرها تمامًا، والتزامها الثابت الذي لا يفتر بالقضاء على تلك الأفعال. وتحدد هذه الوثيقة النهج التنفيذي لحماية الضحايا والمساعدة في خلق "بيئة تستند إلى المبادئ القانونية والأخلاقية" تؤدي إلى الوقاية من سوء المعاملة.
ديباجة
تحتل مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة مكان الصدارة في عمل اللجنة الدولية لصالح الأشخاص المحرومين من الحرية.
وتستمد اللجنة الدولية قوتها في هذا المجال من إيمانها الراسخ بالطابع غير المقبول على الإطلاق لهذه الممارسات، وتعمل بالتالي على إيجاد حلول شاملة لها تهدف في المقام الأول إلى توفير الحماية والمساعدة وإعادة التأهيل للضحايا، وإلى الإسهام في تهيئة و/ أو تعزيز البيئة القانونية والمؤسسية والأخلاقية المواتية لدرء هذه الظاهرة.
وتعول اللجنة الدولية من ثم في هذا الصدد على خبرتها العملية ومعرفتها العميقة بهذه الظاهرة، وعلى الامتيازات الممنوحة لها في مجال الوصول إلى الضحايا، وعلى حوارها الثنائي السري مع السلطات والأطراف الأخرى الفاعلة. وتعلم أيضًا أنها تستطيع الاعتماد على التطورات القانونية والمؤسسية والأخلاقية التي شهدتها السنوات الأخيرة بشأن هذه المسائل.
وتسعى اللجنة الدولية إلى إعادة تأكيد نطاق وعمق التزامها بالعمل في هذا الصدد تأكيدًا جليًا وعلنيًا، وإيلاء هذا الالتزام الأهمية التي يستحقها نظرًا لإدراك اللجنة الدولية لجسامة التحدي الذي يمثله هذا العمل لمكافحة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة، ولأهميته لدى ضحايا الحاضر والمستقبل ولدى أُسرهم وجماعاتهم ومجتمعاتهم.
