مقال

نساء ملهمات يعملن على تحسين حياة الناس

تلعب النساء دوراً هاماً في المجال الإنساني. في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تقوم المرأة بالمخاطرة بحياتها في مناطق النزاع وتزور أماكن الاحتجاز لمتابعة حال المحتجزين وتساعد هؤلاء الذين فقدوا أطرافهم على المشي من جديد.

في اليوم العالمي للمرأة اخترنا أن نعرفكم على بعض النساء اللاتي يعملن في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة واللاتي شاركن قصصهن ورأيهن بدور المرأة في المجتمع.

تل أبيب 

جويل نتانيل. تعمل في برنامج الزيارات العائلية الذي تديره اللجنة الدولية  للصليب الأحمر للمحتجزين في أماكن الاحتجاز الإسرائيلية.

تصوير: دانا جاي / اللجنة الدولية 2017 

"لقد تمكنت من تسهيل زيارات آلاف العائلات الفلسطينية إلى أماكن الاحتجاز في إسرائيل على مدى السنوات الـ35 الماضية. فعلت ذلك من خلال بناء الثقة مع المعتقلين وأسرهم، فضلا عن السلطات في المكان. وأعتقد أن كوني امرأة وأم، أستطيع  تكوين فهم أفضل لحاجة الأمهات لرؤية أحبائهن. بالنسبة لي، الرجال والنساء متساوون. لقد تصرفت دائما وفقا لذلك، سواء في حياتي الخاصة أو المهنية. وعن طريق التصرف بهذه الطريقة، يمكنك: "أن تكون التغيير الذي تريد أن تراه في العالم".

الخليل، الضفة الغربية

عدوية بلتاجي، 33 سنة. مسؤول حماية في الخليل بالضفة الغربية.

تصوير: عطا جبر/ اللجنة الدولية 2017

"في إطار كوني عاملة في المجال الانساني، أقابل اناساً يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية. كوني امرأة يسمح لي بالاقتراب من الفئات الأكثر ضعفا. يبدو انهم يتحدثون الي براحة أفضل.  وبالقيام بهذا، أقدر على تحديد ودعم احتياجاتهم الإنسانية. الناس في مجتمعي يعرفونني باسم "امرأة الصليب الأحمر".

"في مجتمع محافظ مثل الخليل، امرأة تقود الاستجابة الإنسانية هي بادرة جريئة من أجل التغيير. وهو يدل بوضوح على أن المرأة تستطيع أن تفعل نفس العمل الذي يؤديه الرجال، تتواصل مع المجتمعات المحلية وتعتني باحتياجاتهم. افخر بكوني جريئة من أجل التغيير. 

القدس

مها صيداوي، تعمل على لم شمل العائلات  لمدة 20 عاما.

تصوير: عطا جبر/ اللجنة الدولية 2017 

"عندما أبدأ في العمل على مساعدة امرأة أو طفل بجمع شملهم مع أسرهم بعد سنوات من الانفصال، تنشأ بيننا علاقة خاصة، وأنا أتفهم  حالتهم وحاجتهم الماسة لشخص ما أن يأخذ بيدهم لتحقيق حلمهم في التواصل مع أسرهم مرة أخرى. وظيفتي ليست وظيفة عادية. انها وظيفة من القلب الى القلب.

لقد جعلت مني وظيفتي قدوة لأطفالي. فهم يكررون دوما كم هم فخورين بي وبالعمل الذي أقوم به، لمساعدة المحتاجين.

جيل اليوم من النساء جيل جيد التعليم، مدرك لحقوقه، ويمتلك الشجاعة للتعبيرعن أفكاره. علينا أن نتحدى أية قوالب نمطية تقيدنا أو تضع لنا حدوداً. انها مسؤوليتنا أن نلاحق أحلامنا."

طولكرم

أماني محمد طاهر محمود، 53 عاما. تعمل مساعدة في برنامج الزيارات العائلية، برنامج تديره اللجنة الدولية للمحتجزين في اماكن الاحتجاز الاسرائيلية.

تصوير: عطا جبر/ اللجنة الدولية 2017 

"العمل مع اللجنة الدولية على مدى السنوات 28 الماضية، جعلني من الاشخاص المعروفين محلياً. في بلدتي المحافظة، قد تعبس بعض الوجوه تجاه امرأة تعمل في المجال الإنساني. فعليك أن تكوني قوية وأن تثبتي نفسك باستمرار. عائلتي فخورة بي وبانجازاتي ولأنني تحديت قواعد مجتمعنا المحافظ. العمل في المجال الإنساني يمكن أن يكون متعب بعض الشيء. فالأشخاص غالباً ما يفرغون معاناتهم وإحباطهم وأحزانهم عليّ وعلى زملائي. أحمل على عاتقي تخفيف جزء من تلك المعاناة، والاستماع والمساعدة إلى أقصى حد ممكن. وفي المقابل، أشهد فرح وسعادة عندما يتمكن الآباء والأمهات والزوجات والأطفال من رؤية أحبائهم. وهذا يسعدني دائماً."

غزة

غادة زيدان، 41. تعمل في دائرة الصحة النفسية، غزة

تصوير: راما حميد / اللجنة الدولية 2017

"أعمل لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة في برنامج الصحية النفسية الذي يُركز على ذوي البتر. عملي في المجال الإنساني حررني من أعباء النزاع السياسية. فمن خلاله، أساعد كل من يحتاج المساعدة، بغض النظر عن دينه أو ثقافته أو جنسيته أو معتقداته. وقد غيّر هذا العمل أولوياتي في الحياة بعد رؤية هذا الكم من البؤس. أدرك أنني لست هنا من أجل عائلتي ونفسي فقط بل لدي دور أكبر في هذه الحياة، وهو مساعدة الآخرين. زوجي وأطفالي يدعمونني دوماً وهم فخورون بما أقوم به. فابنتي تدرس الطب وتحلم بأن تعمل في العمل الإنساني في يوم من الأيام." 

نابلس

نانا أحمد خليلي، تجلب الفرح للناس في إطار برنامج الزيارات العائلية في أماكن الاحتجاز الإسرائيلية.

تصوير: عطا جبر/ اللجنة الدولية 2017 

"منذ أن بدأتُ العمل مع اللجنة الدولية في عام 1987 وانا أتعامل مع المرأة المستضعفة. من تجربتي، غالباً ما تفضل النساء التعامل مع نساء أخريات لأنهن يشعرن بالراحة والطمأنينة للحديث عن همومهن مع نساء. عدا عن ذلك، في مجتمع محافظ كمجتمعنا النساء يمكنهن التواصل بشكل أسهل مع النساء.

عملي مهم جداً بالنسبة لي وهو جزء لا يتجزأ من هويتي. العمل في المجال الإنساني صقل شخصيتي وعزز ثقتي. كما أثر على حياتي الشخصية وعائلتي. فأولادي يتعاطفون بشكل أكبر مع الضحايا والمحتاجين. الإحترام الذي أحصل عليه من الرجال والنساء يشجعني.

إذا ما أتيحت لهن الفرصة، ستتمكن النساء من تغيير العالم إلى مكان أفضل. ولكي يحدث ذلك، يجب أن تتوقف جميع أشكال العنف ضد المرأة، ويجب مواصلة السعي لتحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين."

رام الله

سهى مصلح، 54 عام. مديرة مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في رام الله.

تصوير: عطا جبر/ اللجنة الدولية 2017  

"العمل في المجال الإنساني أثّر الى حد كبير على حياتي وتوجهي في الحياة. كما جعلني أرى الإيجابية في كل شيء تقريباً،" تقول سهى.

تضيف سهى: "انضممتُ للجنة الدولية كمساعدة قبل نحو 33 عاما. واليوم، أنا فخورة بأن أكون مديرة مكتب رام الله. كانت الشجاعة والنزاهة والصبر هي المكونات الرئيسية على طول الرحلة. أعتقد أن النساء قياديات بالفطرة. العيش في مجتمع أبوي لا شك يُصعب على المرأة أن ترقى إلى كامل إمكاناتها. لحسن الحظ، التغيير يلوحُ في الأفق وتجد النساء المزيد والمزيد من الفرص. ولكننا لسنا هناك بعد. يجب أن يبدأ التغيير من الداخل. على الآباء والحكومات وأرباب العمل، العمل جميعاً لتمكين المرأة وتمهيد الطريق من أجل عالم أكثر عدالة."