مقال

خمس سنوات من الحرب: ما زالت الأمنيات موجودة في اليمن

متمسكون بخيوط رفيعة من الأمل، يدخل اليمنيون العام السادس من النزاع في وطنهم.

في اليمن، لم تكن الحرب سوى عبئاً إضافياً على بناه التحتية الضعيفة أصلاً وأوضاع أهله الاجتماعية الصعبة. خمس سنوات عجاف أوصلت مأساته حداً غير مسبوق.

المعارك المستمرة تدفع مئات الآلاف للنزوح. تراجع اقتصادي خانق جعل غالبية اليمنيين بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. انهيار في الخدمات العامة الأساسية كخدمات الصحة والمياه فرض خسائر فادحة على المدنيين.

جميع نواحي الحياة تأثرت بالنزاع، فبينما فقد الكثيرون وظائفهم، تضاعفت أسعار الوقود والغذاء، وبات الملايين لا يستطيعون الحصول على المياه الآمنة، أو الخدمات الصحية والدواء، أو التعليم.

على الرغم من صلابة اليمنيين المثيرة للإعجاب، بات الحمل أثقل من أن يُحمل مما دفع قدرتهم على التكيف إلى نقطة الإنهيار.

خمس سنوات أنتجت جيلاً بأكمله لا يعرف الحياة إلا على وقع طبول الحرب المريرة، جيل من الأطفال اعتاد أصوات إطلاق النار والإنفجارات، أطفالٌ يحملون قوارير المياه التي تفوق طاقتهم على الحمل أملا في تعبئتها، وهم يرقبون طوابير الإنتظار للحصول على صفائح غاز الطبخ المنزلي.

ربيع، ابن الخمس سنوات، عمره من عمر الحرب يتمنى لو أن يده تطول ليمسك الصواريخ في السماء فيوقفها قبل أن تنفجر. أمنية يشاركه إياها ملايين اليمنيين الذين يتوقون للعيش بسلام وبطريقة "أحسن من كذه" على حد تعبيرهم.

أما المنظمات الإنسانية التي يعتمد عليها الكثيرون فمساعداتها لا تكفي في ظل كم الاحتياج الهائل، وفي ظل ظروف تزداد  سوءًا مع الوقت، لذلك أصبح من الضروري أن تتوقف الحرب.

فقط الحل السياسي كفيل بتخفيف معاناة اليمنيين وتمكينهم من إعادة بناء حياتهم. فقط الحل السياسي.