مقال

غزة: أمنية الصغير أويس تتحقق

أويس ولد صغير شجاع. برغم صغر عمره الذي لم يتجاوز ثلاث سنوات، كانت حياته شقاءً في شقاء. فقد وُلد بمرض انفصام العمود الفقري (السنسنة المشقوقة) ويعاني من ضعف في أطرافه السفلية. وفي سعيها المضني للحصول على المساعدة، التمست أسرته مشورة الأطباء المحليين السوريين في حالة أويس طفلها الصغير إلا أن الكل أجمع على أن حالته الطبية غير قابلة للشفاء.

وفي عام 2013، فرت الأسرة من سورية إلى غزة حيث استشارت والدة  أويسالأطباء هناك أيضًا. إلا أن الرد في كلا البلدين كان واحدًا: حالته غير قابلة للشفاء.

وعادت والدته بذاكرتها إلى الوراء قائلة: "في أحد الأيام، كان إخوته يلعبون ويركضون في منطقة ميناء غزة. وصرخت عندما رأيت أويس يزحف خلفهم مناديًا إياهم بأن ينتظروه".

أويس يتلقى العلاج في مركز الأطراف الصناعية والشلل بدعم من فريق اللجنة الدولية. /© Shadow Pro/ICRC

ودفع إصرار الأبوين على إيجاد علاج لولدهما إلى طرق أبواب "مركز الأطراف الصناعية والشلل في غزة " الذي تدعمه اللجنة الدولية في مدينة غزة. ووصفت والدة أويس شعورها عند دخولها المركز قائلة: "شعرت بسلام عندما دلفت إلى المركز مع أسرتي حيث قال لي أحد الأطباء إن أويس بحاجة إلى أحذية خاصة. وغمرتني سعادة بالغة عندما علمت أنه يمكن تصميم هذا الحذاء الطبي وصناعته داخل المركز".

وبعد مرور عدة أشهر من المشاورات الطبية في المركز، عمت الفرحة العائلة عند رؤيتها نجاح أويس في استخدام الجهاز الطبي واستفادته من جلسات العلاج الطبيعي .

قالت الأم وقد انفرجت أساريرها: "اعتاد ابني أن يزحف وها هو يمشي على قدميه. وهو يقول الآن إنه يرغب في لعب كرة القدم".

وهكذا تحققت أمنية أم في أن ترى ولدها يسير على قدميه وذلك بفضل الرعاية التي حصل عليها "مركز الأطراف الصناعية والشلل في غزة ". ومع حصوله على العلاج المستمر، تحققت أيضًا أمنية أويس في لعب كرة القدم في يوم من الأيام.

الإخصائية الفنية تدرب أويس على كيفية المشي بمساعدة الحذاء الجديد. شأنه شأن غيره من المرضى، حصل أويس على الأحذية و الأجهزة المصصمة خصيصا لعلاجه. / © Shadow Pro/ICRC

يستطيع أويس المشي الآن و يتمنى أيضا أن يلعب كرة القدم في يوم من الأيام. / © Shadow Pro/ICRC